Well imma start with one:
أسرار تكشف لأول مرة: من سلم المالكي رئاسة الوزراء ومن حوّل العراق إلى 'مستعمرة إيرانية'؟
25-04-2014 12:04 PM
راديو سوا/ 24/4/2014
تقرير أعدته مجلة نيويوركر الأميركية يسلط الضوء على أسرار وخفايا السياسة في العراق
يخوض الناخبون العراقيون بعد أسبوع عملية اقتراع جديدة لانتخاب برلمان جديد يقوم بدوره باختيار رئيس للحكومة الجديدة. حكومة ربما يقودها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي، للمرة الثالثة.
ويحاول ائتلاف دولة القانون، الذي يقوده المالكي الحصول على الأصوات الكافية لضمان الأغلبية في البرلمان، ما سيضمن استمراره في الحكم لأربع سنوات أخرى.
ويعتقد مراقبون أن حصول رئيس الوزراء على ولاية جديدة سيدفع البلاد إلى الهاوية، وأن ولايته الثالثة ستكون بمثابة 'المسمار الأخير في نعش العراق'.
فيما يلي تقرير مفصل أعدته مجلة نيويوركر الأميركية يسلط الضوء على أسرار وخفايا السياسة في العراق، ودور المالكي وطهران و واشنطن بما يجري.
ففي عهده، اندلعت في العراق حرب طائفية راح ضحيتها الآلاف، واتسعت الفجوة بين السنة والشيعة وانتشرت آفة الفساد في مؤسسات الدولة ومفاصلها، وازداد نفوذ إيران في المنطقة.
المالكي رئيسا للحكومة العراقية
من هو المالكي يا ترى؟ وكيف تسلق رأس السلطة في العراق؟
في أوائل عام 2006، في ذروة المواجهات المسلحة والحرب الطائفية، استدعي السفير الأميركي لدى بغداد آنذاك، زلماي خليل زاد، إلى دائرة تلفزيونية مغلقة مع الرئيس الأميركي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني في ذلك الحين توني بلير، لبحث المشهد السياسي في العراق. كان ائتلاف الأحزاب الشيعية وقتها قد فاز بمعظم الأصوات في الانتخابات البرلمانية التي نظمت في كانون الثاني/ ديسمبر2005، لكن مرشحهم لمنصب رئيس الوزراء، إبراهيم الجعفري، كان يواجه مشاكل جمة أعاقت التوصل لاتفاق مع بقية القوى السياسية لتشكيل الحكومة.
وكان الجعفري قد أغضب بوش بتردده وعدم قدرته على اتخاذ القرارات الحاسمة في وقت تغرق فيه البلاد بدم العراقيين.
سأل الرئيس بوش السفير خليل زاد: 'هل يمكن التخلص من الجعفري؟' أجاب السفير الأميركي بنعم، لكنه قال إن الأمر سيكون صعبا.
كأن خليل زاد يعمل لمنع الجعفري من تأمين أغلبية برلمانية وتشكيل حكومة برئاسته. وواصل السفير جهوده هذه حتى عدل الجعفري عن قرار تولي الوزارة، لكنه اشترط على خليل زاد أن يكون رئيس الوزراء العراقي الجديد من حزب الدعوة.
بدا علي الأديب، القيادي في حزب الدعوة، المرشح المنطقي، لكن خليل زاد كان مترددا بشأنه، إذ إن والده إيراني، وكان كثير من العراقيين على قناعة بأن إيران تسيطر على بلادهم من الناحية الفعلية.
وصلت حيرة خليل زاد بشأن المرشح الأمثل لتولي رئاسة الحكومة العراقية، درجة كبيرة حتى قال 'أيعقل ألا يكون في هذا البلد صاحب الـ 30 مليون نسمة مرشحا للحكومة سوى رجل ليس باستطاعته اتخاذ قرار (الجعفري) وآخر إيراني (الأديب)، أليس هناك شخص آخر؟'
كان السفير الأميركي ينطق بهذه الكلمات أمام ضابط الارتباط في وكالة الاستخبارات الأميركية.
ردا الضابط بالقول 'لدي مرشح لك' اسمه المالكي.
لم يكن نوري المالكي معروفا، إلى حد كبير، بين الأميركيين، رغم أنه خدم في اللجنة المكلفة بتطهير الحكومة العراقية من الأعضاء السابقين في حزب البعث (لجنة اجتثاث البعث).
استطرد ضابط الاستخبارات قائلا: 'إنه نظيف'، لم يكن فاسدا، وليس لديه علاقة واضحة بأنشطة إرهابية. 'ليس لدينا أي دليل عليه'، وعلى عكس الجعفري، كان المالكي 'رجلا قويا'، يبدو قادرا على مواجهة المد الإيراني في العراق.
'دعني أقابله'، قال خليل زاد.
في ليلة ذلك اليوم، وخلال مأدبة عشاء في السفارة الأميركية في المنطقة الخضراء، سأل خليل زاد المالكي إن كان يفكر في أن يصبح رئيسا للوزراء؟ قفز المالكي مدهوش.. حسبما يقول السفير خليل زاد.
مع حديث الرجلين، قال المالكي إن باستطاعته تأمين الأصوات لتشكيل الحكومة.
بعد العشاء، اتصل السفير بالبيت الأبيض ليبلغ الرئيس بوش بما جرى.
أصبح المالكي رئيسا للوزراء بعد ثلاثة أشهر من ذلك العشاء في السفارة الأميركية.
المالكي وعمليات حزب الدعوة
رغم تأكيدات ضابط الاستخبارات في السفارة الأميركية وبعض المسؤولين الأميركيين بأن المالكي كان 'نظيفا'، ثمة من يتحدث عن ضلوع المالكي في عمليات إرهابية ضد أهداف عراقية وأخرى غربية في الثمانينات.
قال مسؤول سابق في وكالة الاستخبارات الأميركية إن الوكالة سلمت المسؤولين الأميركيين تقارير مفصلة عن بعض الجوانب 'المظلمة' في تاريخ المالكي، لكن هؤلاء المسؤولين الأميركيين تغاضوا عن تلك التقارير بحجة عدم وجود أدلة دامغة تدينه.
ووصف أحد المسؤولين الأميركيين بأنه 'أفضل ما كان متوفرا' في تلك المرحلة، فالمالكي لم يكن 'نظيفا جدا'، كما هو حال كثير من المسؤولين والقادة العراقيين.
فالمالكي المولود عام 1950، تدرج في صفوف حزب الدعوة الذي قاتل ضد نظام صدام حسين لخمسة عقود. كان الحزب الذي تعرض أفراده للقتل والتعذيب والإعدام على يد نظام صدام، ينفذ في تلك المرحلة عمليات ضد المصالح العراقية ومصالح الدول الغربية التي دعمت بغداد في ذلك الوقت.
ففي عام 1981، نفذت عناصر تابعة لحزب الدعوة، وبدعم من إيران، عملية انتحارية استهدفت السفارة العراقية في بيروت. ورغم أن الهجوم أزهق أرواح نحو 60 شخصا، بينهم السفير العراقي، اعتبرها حزب الدعوة انتصارا ضد نظام صدام.
يصر المالكي أنه لم يكن ضالعا في العملية لا من قريب ولا من بعيد، لكن أحد أقرب المقربين له، يؤكد أن المالكي، الذي كان في سورية، هو المسؤول المشرف على عمليات حزب الدعوة في سورية ولبنان خلال فترة تنفيذ العملية الانتحارية.
ويقول هذا الشخص إن المالكي كان على معرفة تامة بتفاصيل العملية ضد السفارة العراقية في بيروت، حتى أنه كان يعرف المهاجم الانتحاري ويدعى أبو مريم.
انتقل المالكي إلى إيران عام 1982، حيث أشرف في الأحواز على تدريب مقاتلين لتنفيذ عمليات ضد نظام صدام.
قضى رئيس الوزراء العراقي سبع سنوات في إيران، وكان الحرس الثوري الإيراني يشرف على جميع العمليات التي تنفذها مجموعات المعارضة العراقية بقيادة المالكي.
حاول المالكي النأي بنفسه عن الإيرانيين بعد توليه الوزارة، حتى أنه أشار في عدة مناسبات إلى أنه كان مضطرا في تلقي الدعم الإيراني.
وأضاف أنه لم يكن يستسيغ الحديث مع الإيرانيين، وأنه كان يتحدث معهم عبر مترجم لأنه لا يتكلم الفارسية. لكن مصادر مقربة تؤكد أن المالكي يتحدث الفارسية بطلاقة وبكل سهولة.
تفجيرات الكويت
عام 1983، شن عناصر من حزب الدعوة هجوما استهدف السفارتين الأميركية والفرنسية في الكويت، احتجاجا على دعم باريس وواشنطن لنظام صدام حسين.
وأدانت الكويت غيابيا، قياديا في حزب الدعوة يدعى أبو مهدي المهندس بتفجير السفارتين ومحاولة اغتيال أمير البلاد.
وتشير تقارير الاستخبارات الأميركية إلى أن المهندس قاد عام 2004 مجموعة تقف وراء هجمات استهدفت القوات الأميركية في العراق.
لم ينكر المالكي ضلوع حزب الدعوة في عملية الكويت، لكنه أشار إلى أنها نفذت بأمر من طهران. رغم ذلك، يؤكد رئيس الوزراء العراقي أنه لم يكن ضالعا في الهجوم، لكنه يدافع عن المهندس المطلوب في الكويت.
ووصل حد دفاع المالكي عن المهندس إلى توفير المأوى له. يعيش أبو مهدي المهندس في أحد قصور المنطقة الخضراء وبمسافة ليست بعيدة عن قصر المالكي.
ويشير مقربون إلى أن المهندس هو ممثل قائد فيلق القدس الإيراني الجنرال قاسم سليماني في العراق.
وعبر الشارع حيث يسكن المهندس، يعيش قيس الخزعلي، الذي يتزعم ميليشيا شيعية تديرها إيران تطلق على نفسها اسم 'عصائب الحق'، في قصر هو الآخر في المنطقة الخضراء.
وتتهم الولايات المتحدة 'عصائب الحق' بتنفيذ المئات من الهجمات ضد القوات الأميركية في العراق، وتعتبر واشنطن الخزعلي العقل المدبر لعملية اختطاف واعدام أربعة من الجنود الأميركيين في كربلاء عام 2007.
صفقة قم
جاءت انتخابات 2010 لتكون صفعة في وجه المالكي، فحصل العلماني إياد علاوي وائتلافه العراقية على أغلبية الأصوات، لكن تحالفات المالكي وائتلافه الشيعي حالت دون أن يكلف علاوي بالمنصب. فرغم الحصول على أكثرية الأصوات، لم يكن لائتلاف علاوي والمتحالفين معه أغلبية في البرلمان.
اعتبر المسؤولون الأميركيون في واشنطن فوز علاوي فرصة جديدة لإصلاح الأوضاع في العراق وتعزيز نفوذ واشنطن في المنطقة، فهو علماني ويعد من أصدقاء الغرب.
عمت الخلافات الساحة السياسية في العراق بسبب عدم التوصل إلى اتفاق حول تشكيلة الحكومة، حتى تمت دعوة القوى السياسية العراقية إلى قم الإيرانية أول أيام عيد الأضحى.
نفوذ الجنرال قاسم سليماني
في قم، حضر القادة العراقيون مأدبة أقامها قائد فيلق القدس قاسم سليماني.. هناك، في قم، تم التوصل إلى اتفاق لتشكيل حكومة المالكي الثانية.